صوت مُحايد
شهدت إحدي قري مدينة القوصية مأساة بطلتها طفلة لم تبلغ السادسة عشرة من عمرها، ومع ذلك تحمل لقب أم لطفل عمره سبعة أشهر، تركته للمجهول بعد انتحارها، وربما يعتقد القارئ للوهلة الأولي أن الطفلة تعرضت لاعتداء أثمر ذلك الرضيع.
ولكن الحقيقة غير ذلك، فالام تزوجت بكامل إرادتها علها تجد من يحنو عليها أو ينقذها من الفقر الذي تعيشه في بيت يفتقر لابسط أساسيات الحياة، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن، فالبيت الذي اعتقدت الصغيرة أنه الجنة التي تنتظرها كان الجحيم بعينه، حيث قضت الزوجة الطفلة نحو عامين في عش الزوجية علي أمل أن تتحسن ظروفهما، خصوصا بعد أن أنجبت طفلها، ولكن تحولت حياتها إلي جحيم، فجسمها الضعيف لم يعد يقوي علي الرضاعة وشغل المنزل وطلبات الزوج
.والنتيجة إهانة دائمة وشجار لا ينقطع، وزاد من همها أنها لم تصل لسن الرشد حتي يعقد الزوج عليها رسميا، ولا تدري ما مصير طفلها، الذي لم يتم تسجيله رسميا، لتعيش عامين في عش الزوجية لم تذق طعم الراحة فيها، في الوقت الذي تري فيه صديقاتها وهن يذهبن إلي المدرسة ويلعبن ويمرحن، ولم لا فالطفلة دخلت عش الزوجية وهي تلميذة بالصف الثاني الاعدادي
.عندها أدركت الصغيرة أن قرار الزواج لم يكن سوي دفنها بالحياة. وفي إحدي المرات وبعد أن احتد الشجار وتعدي الزوج علي الصغيرة بالضرب حملت الطفلة رضيعها وتوجهت لمنزل أبيها. وهناك استقبلتها الام محاولة أن تخفف من روعها وتجفف دموعها، وهنا جاء الزوج تسبقه رياح الغضب، وما أن أبصر أم الزوجة حتي انهال عليها ضربا، ووقتها لم تدر الزوجة الطفلة بنفسها وهي تشاهد شريط الذكريات الحزينة يتراءي أمام عينها، وأمها وهي تهان
.حتي هرولت مسرعة داخل منزل ابيها المتواضع لتتناول السم وتخرج صارخة في وجه زوجها «أنا هريحكم مني إلي الأبد هريحك أنت وهريح أمي من المعاناة بسببي» عندها صرخ الزوج معتقدا أنها تخلصت من الطفل، ولكنها أخبرته بأنها تخلصت من حياتها لتضع نهاية مأساوية لتلك الزيجة.
تلقي اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط، إخطارا من اللواء أسامة عبدالحفيظ مأمور مركز القوصية، بوصول بوصول «س ع» 16 سنة لمستشفي أسيوط الجامعي وتوفيت. وتم اخطار اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية.
وأشارت التحريات التي قام بها المقدم نور عمر رئيس مباحث القوصية، إلي أن الضحية عروس وأنها دائمة الخلاف مع زوجها وإهانته الدائمة لها ..مما دفعها للانتحار، أمر إسماعيل مهني وكيل نيابة القوصية بانتداب الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق