بِقَلَمٍ / سَيِّدُ مِرْسَالْ
تُبْعِدُنَا أَشْيَاءُ وَتُقَرِّبُنَا أَشْيَاءُ أُخْرَى وَتَدُور بِنَا اَلدُّنْيَا وَالْأَيَّامُ كَمَا تَلُفُّ
عَقَارِبَ اَلسَّاعَاتِ فَنَتَمَنَّى أَشْيَاء وَنَحْلُمُ بِأَشْيَاءَ وَمَا بَيْنَ اَلْحُلْمِ وَالْحَقِيقَةِ أَمَانِي وَأُمْنِيَاتٍ وَلَكِنْ يَبْقَى اَلنَّصِيبُ هُوَ اَلْحُكْمُ لَا مَحَالَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ سَتَنَالُهُ حَتَّى رَغْمِ اِسْتِحَالَةٍ إِلَّاسِبَابٌ ، وان لَمْ يَكُنْ نَصِيبُكَ فِي شَيْءِ فَلَنْ تَنَالَهُ بَلْ سَتُفْقِدُهُ حَتَّى لَوْ كَانَتْ لَكَ كُلِّ اَلدواعِي وَالْأَسْبَابِ فَأَحْيَانًا . نَمْشِي فِي طَرِيقٍ طَوِيلٍ ، وَنَعْتَقِدُ أَنْ لَيْسَ لَهُ نِهَايَةً فَسُرْعَانَ مَا يَقْرُبُ لَنَا مَا نَتَمَنَّاهُ ، وَفِي اَلنِّهَايَةِ لَا يَكُنْ هَذَا مُقَدَّرٌ لَنَا .فَيَأْتِي نَصِيبٌ لِيُسَلِّمَ نَصِيبَ اخَرَّ فَيُكْمِلُ مَعَكَ رِحْلَتَكَ ، وَمَا كُنْتُ تَعْتَقِدُهُ أَنَّهُ مِنْ نَصِيبِكَ قَدْرَ لَهُ ان لَا يَكُونُ نَصِيبُكَ وَهَكَذَا تَدُورُ بِنَا اَلدُّنْيَا وَالْأَيَّامُ فَلَنْ تَأْخُذَ شَيْءَ مِنْهَا إِلَّا نَصِيبُكَ إِذًا لَا بُدَّ أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ اَلْحَيَاةَ عَمَلِيَّةً مُعَقَّدَةً يَحْكُمُهَا اَلْقَدَرُ وَيَرْعَهَا اَلنَّصِيب فَإِذَا اَرَاتْ أَنْ تَسْتَوْعِبَهَا سَيَكُونُ اِسْتِيعَابُهَا فَوْقَ قُدُرَاتِكَ فَمِنْ اَلْمُمْكِنِ أَنْ يَتَحَوَّلَ اَلسَّهْلُ لِصَعْبٍ فِي لَحْظَةٍ ، وَالْمُسْتَحِيلَ يَتَحَوَّلُ لِمُمْكِنٍ فِي لَحْظَةٍ ، فَلَا شَيْءَ يتأخر ، وَلَا شَيْءً يَفُوتُكَ أَبَدًا فَكُلُّ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي خَرَجَتْ مِنْ حَيَاتِكَ لَمْ يَكُنْ مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ ان تَبَقَّى ، فَالْمُقَدَّرُ لَهُ اَلْبَقَاءُ سَيَبْقَى بِالشَّكْلِ وَالْوَقْتِ اَلْمُنَاسِبِينَ لَهُ . فَالْحَيَاةُ كُلُّهَا نَصِيبٌ وَأَقْدَارٌ مَكْتُوبَةٌ ، فَاهْدَأْ وَكَف عَنْ اَلرَّكْضِ عَكْسَ اَلتَّيَّارِ ، وَسَلَّمَ أَمْرُكَ كُلُّهُ لِلَّهِ فَهُوَ احن عَلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ وَمِنْ ابِيكْ وَامَكْ وَمِنْ كُلِّ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي تَظُنُّ أَنَّ اَلْحَيَاةَ مِنْ دُونِهَا لَا تَبْقَى حَيَاةً ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق