صوت مُحايد
شارك فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين في افتتاح مؤتمر "الأديان.. والثقافة والحوار" الذي تنظمه جمعية "سانت إيجيديو"، في مدينة بولونيا الإيطالية، في الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر الجاري بمشاركة نخبة من كبار القيادات الدينية والمفكرين والمثقفين في العالم.
وألقى فضيلة الإمام الأكبر كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أعرب في بدايتها عن اعتزازه العميق بشعب إيطاليا العريق علما وحضارة وفنا والذي تربطه بمصر علاقات وطيدة علمية وثقافية وفنية ظلا يزيدها مرور الزمان إلا متانة لافتا لوجود حرص متبادل بين البلدين على استمرار التعاون البناء المثمر في كل المجالات.
وأشار فضيلته إلى أن "أزمة العالم المعاصر" هي نتاج "الأزمة الأم"، المتمثلة في "أزمة السلام" وتجارة السلاح وسياسة إشعال الحروب بين شعوب كانت ولا زالت مصممة على الانطلاق والسير قدر ما تستطيع في طريق التنمية والتقدم معتبرا أن جرثومة أزمة عالمنا المعاصر تكمن في سـياسة التفرقة العنصرية الجديدة وما ينتج عنها من هـوس الهيمنة والتسلط، واسـتباحة القوة لإخضاع الآخر لمجرد اختلاف في ثقافته.
وأوضح فضيلته أن الأديان بريئة من الدماء التي تراق باسم هذا الدين وأن الإرهاب الذي يرعب الآمنين ويهدد أمنهم واستقرار حياتهم لا يمكن أن يكـون صنيعة قـوم يؤمنـون بالدين وبتعاليمه وهو بكل تأكيد صناعة قـوم آخـرين ممن يسـهل وقوعهم فريسة للتضليل والإغواء وغسل الأذهان والمتاجرة بالضمائر و أن طمـوحات المؤمنين بقضية السلام العالمي وبحق المسـاواة بين الناس والعيش المشترك بينهم لاتزال أكبر مما يتحقق على أرض الواقع
وأوضح فضيلته أن الله خلق الناس مختلفين في أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وعقائدهم وطرائق تفكيرهم ومن هنا يصعب كثيرا على المؤمن بالله وبكلماته قبول دعاوى أو نظريات تحاول قولبة الناس في مظهر واحد من مظاهر العقل أو الشعور أو الاجتماع وإننا لازلنا نتعلم في الأزهر ونعلم طلابنا قيمة احترام ثقافات الشعوب وحرمة الاعتداء عليها أو المساس بها من قريب أو بعيد مشددا على أن محاولات فرض ثقافة واحدة على الآخرين هي ضرب من العبث
وفي ختام كلمته، دعا الإمام الأكبر إلى ضرورة أن يبحث كل المؤمنين بالإنسان وبقيم العدل والمساواة عن وسيلة عملية عاجلة تنقذ الفقراء والايتام والمستضعفين، وتنقذ الشعوب المستضعفة من القتل والتهجير القسري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق