قرأت لك .. ثقافة أوروبا وبربريتها - صوت مُحايد

صوت مُخايد .. الحقيقة بدون إنحياز

إعلان فوق المشاركات

ضع إعلان متجاوب هنا
ضع إعلان متجاوب هنا
قرأت لك .. ثقافة أوروبا وبربريتها

قرأت لك .. ثقافة أوروبا وبربريتها

شارك المقالة



إعداد وتقديم : حسن عبد الهادي 



أنهيت قراءة هذا الكُتيب المـكون من ثلاث مـحاضرات ألقيت في مـكتبة فـرنسوا ميتران الوطنية لإدجـار مـوران ترجمة محـمد الهـلالي و قد كانت تلك المـحاضرات في 17،18 و 19 مـايو 2005 .

تدور المحاضرة الأولى حـول بربرية أوروبا في العصـور الأولى،و انتقلت تلك البربرية من ستة آلاف عام في "إمبراطوريات الشـرق الأوسط"على حد قول الكاتب و كان يصاحب تلك البربرية قيام الحضارات في النهاية،حدث هذا كما أشار الكاتب مع الرومـان الذين بدأوا بغـزوات في أوروبا شملت الشـرق و الغـرب و الجـنوب"الشمـال الأفريقي"..ثم قيام حضـارة..و إن كانت جاءت حضـارة اليونان مؤثرة في حـضارة الرومـان"على حد قول الكاتب انتصار المغـلوب على الغالب".

ذكر الكاتب بربرية أوروبا في العصور الوسطى،بدءً بمحاكم التفتيش في أسبانيا و اكتشاف الأمـريكتين و من ثم عصور التنوير الذي أتت بالثقافة الأوروبية الحـالية.




كانت البربرية الحديثة قائمة على القومية-و قد نقد الكاتب القومية لأنه رآها مـُلازمة للعنصرية-بالقومية العـِرقية الألمـانية القائمة على سيادة الجنس الآري،رأت في غيرها أقل منها فسادت أوروبا لبضع سنـوات-ذكر الكاتب أن كاتبة أوروبية اعتقدت زمن الحرب أن الألمـان سيحكمون أوروبا كالرومـان بالبربرية،ثم و بعد قرنين من الزمان ستسود الحضـارة-و هو نفس ما حدث قديمًا-إلا أن الألمان هُزموا في الحرب و لم ينتصروا في النهاية.

تحدث الكاتب عن التسامح الديني في هـولندا و الدولة العثمانية و بعد الأقطار الأخـرى-ذكر هـولندا و تسامحها الديني في العصـور الوسطى-و قد أدى تفكك الدولة العثمانية بسبب النزعات القومية في الأمم المنضوية تحت لوائها إلى تفكك تلك الأمم أيضًا"تفكك يوجوسلافيا بسبب الصراعات الإثنية".

ذكر الكاتب-أنه و في المرحلة التعليمية بالمدرسة في فرنسا-و في مـادة الجـغرافيا،كانوا يصورون الرجل الأبيض بتحليه بفضائل سـامية،بينما الرجل الأسود ينزع إلى الكسل و اللا مبالاة،أما الرجل الأصفر فيتميز بالحذق و الدهاء..و قد رأى الكاتب أن البربرية تزول في تنمية النزعة الإنسانية و هـو ما حدث في فـرنسا"ذكر الكاتب أن الفيلسوف لامارتين الذي كان عنصرًا أساسيًا في ثورة 1848م.أضاف مـصطلح الأخـوة لشعار الثورة الفرنسية "الحـرية و المـساواة".
كما أشار الكاتب إلى تعاطف المـجتمع الفرنسي المتأثر بالثورة مع قضية الضابط الفرنسي درايفوس الذي تم تجريده من رتبته و كان يهوديًا،و قد نُشر كتاب سنة 1886 بعنوان"فـرنسا اليهـودية "لإدوارد درومـان يهاجم فيه اليهـود ك"عمـلاء للشـر اخترقوا المجتمع بأسره معرضينه للخطر"على حد وصف الكاتب و قد أدى هذا إلى تنامي البربرية - إقصاء الآخـر- و قد تعاطف عدد من الفرنسيين مع الكتاب إلا أن فرنسا الدرايفوسية على حد تعبير الكاتب انتصرت على فرنسا المعادية لدرايفوس.

انتقد الكاتب - بأسلوب غير مباشر- التمركز حـول إبادة اليهـود في الحرب العـالمية الثانية،ضاربًا مثلين بمعسكرات الجـولاج السوفيتية "الإبادة السوفيتية للمـُعـارضين" بالإضافة إلى إبادة مئتي ألف ياباني في هيروشيما و ناكازاكي ..و قد رأى أن الإسرائيليين يستندون إلى ما حدث معهم لتبرير اضطهادهم للفلسطينيين..مع أن الألمـان قتلوا إثنيات أخـرى غير اليهـود.

ألمـانيا و قد كانت الشعب الأكثر ثقافةً في أوروبا سمح بوصول هـتلر للسلطة،و قد انتقد الكاتب ضمنيًا المثقفين الألمـان الذين لم يقاوموا هذا الاتجاه،فلا شـاعرية جوته و لا موسيقى بيتهوفن منعت وصول الحـزب النازي للسلطة.

حلل الكاتب بأسلوب عـلمي وصول هتلر للسلطة1933م،فلقد حصد حـزب العـمال الاشتراكي الألمـاني"الحـزب النازي"35% "أكثرية و ليست أغلبية برلمانية" من أصوات الناخبين الألمـان بينما في الظروف العادية ما كان هذا الحزب الصغير أن يحصد أكثر من 17 أو 18% من الأصوات على حد قول الكاتب،إلا أن الأزمة الاقتصادية العالمية و تنامي الاقتصاد الألماني مكنه من الحصول على هذه النسبة مع تحالف هـتلر مع عدد من أحـزاب اليمين القومي الألمـاني مكنه من تكوين أغلبية و من ثم إصدار الرئيس الألمـاني هيندربرج قرارًا بتعيين هـتلر مستشارًا لألمـانيا،و ما أن وصل هـتلر للسطة حتى قام بحل الحزبين،الاشتراكي و الشيوعي الألمـاني"الحزب الاشتراكي الديمقراطي"..و أنشأ فرق الحـماية"SS" و قد وصفها الكاتب بفرق شكلت فكرة "الفاشية القومية".
وهو نفس ما حدث في إيطاليا التي وصل فيها الدوتشي للسلطة قبل هـتلر بأحد عشر عامًا"وصل مـوسوليني للحكم سنة 1922"و قد تنامي المد القومي لإيطاليا بعد أن شعـر الطليان أن إيطاليا المنتصرة في الحـرب العـالمية الأولى في صفوف الحلفاء لم تحصل على مكاسب تليق بها.

في نهاية الكُتيب ذكر الكاتب أن التفكير في البربرية يعني إحياء الإنسانية"ترجمها الكاتب إلى الإنسية" و أن إحياء الإنسانية يعني مقاومة البربرية.

الكتاب القادم

من هم الشعراء الذين يتّبعهم الغاوون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إقرأ أيضاً

قد يُهمك

ضع إعلان متجاوب هنا

إعلان أسفل المشاركات

ضع إعلان متجاوب هنا

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إعلان

أعلن هنا

أحدث الاخبار

بحث جوجل

إعلان

أعلن هنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *