د.عباس شراقي:السد العالى أهم حصن مائى لحماية مصر من الانهيارات والفيضانات - صوت مُحايد

صوت مُخايد .. الحقيقة بدون إنحياز

إعلان فوق المشاركات

ضع إعلان متجاوب هنا
demo-image
.com/img/a/

د.عباس شراقي:السد العالى أهم حصن مائى لحماية مصر من الانهيارات والفيضانات

شارك المقالة
ضع إعلان متجاوب هنا



شهدت إثيوبيا خلال الأيام الماضية كوارث طبيعية صاحبها خسائر بشرية كبيرة، بسبب انزلاقات التربة التى سببها هطول الأمطار، وراح ضحيتها 257 شخصا فى جنوب إثيوبيا.. مع توقعات بإرتفاع العدد إلى 500 ضحية وفقا للمسئولين المحليين.

وذكر أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية للعثور على المفقودين، إلى جانب توقعات بحدوث مجموعة انهيارات أرضية إضافية، رغم أنها الأصغر نطاقا، فى أجزاء أخرى من جنوب إثيوبيا وأوروبا فى الفترة الأخيرة..

عن تفاصيل الكوارث الأرضية وتطوراتها فى إثيوبيا، والتوقعات واحتمالات انتقال تأثيرها إلى دول مجاورة حاورنا الدكتور عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة.

ماذا حدث فى أثيوبيا خلال الأيام القليلة الماضية، من حيث الانهيارات الأرضية والسيول الضخمة التى ضربت البلاد ؟

مع موسم الأمطار فى إثيوبيا الذى يبدأ من شهر يونيو حيث الأمطار الخفيفة تزداد بشدة فى أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، وحتى الآن معدل الأمطار أعلى من المتوسط فى أماكن عديدة فى إثيوبيا والسودان، ومع شدة الأمطار التى حدثت يوم 23 يوليو الماضى حدثت انهيارات أرضية فى منطقة جوفا (Gofa) جنوب غرب إثيوبيا فى منطقة الأخدود الاثيوبى (جزء من الأخدود الأفريقى الذى يمر باثيوبيا) حيث المناطق الجبلية والمكونة من عدة طبقات أرضية مائلة بسبب النشاط الزلزالى مما يجعلها تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار، وبالتالى يزداد وزنها ثم تنزلق مع الانحدار ويزيد من هذه الحركة إذا كانت الطبقات العليا أسفلها طبقة طينية تعمل فى هذه الحالة كمادة غرينية تساعد على الانزلاقات، و قد بلغ عدد الضحايا حوالى 257 شخصا حتى يوم 27 يوليو إلى جانب الكثير من المفقودين.

كما تشير الأمطار الحالية والتوقعات للشهرين القادمين إلى ارتفاع فى معدل الأمطار على السودان وإثيوبيا، وعلى الاخوة فى معظم أنحاء السودان عدا الشريط الشمالى على الحدود المصرية الاستعداد للسيول والفيضانات المتوقعة.

هل من المعتاد أن تشهد إثيوبيا مثل هذه التغيرات ؟

إثيوبيا تحتل المرتبة الأولى فى انجراف التربة نتيجة الأمطار الشديدة فى الصيف على قمم الجبال، وسرعة اندفاعها على الانحدارات الشديدة، كما تكثر الأنواع المختلفة من الانهيارات الأرضية من تساقط صخور وانزلاقات أرضية، وزحف تربة، وفيضانات طميية وصخرية فى أماكن متفرقة فى الجبال الإثيوبية، ومن المتوقع أن يستمر خطر الانهيارات الأرضية خاصة وأن موسم الأمطار حاليا فى بدايته وسوف يشتد فى أغسطس، ويحتاج آلاف السكان فى مناطق الانهيار إلى اخلاء المناطق الأكثر عرضة للانهيار.

ما أثر الانهيارات الأرضية التى وقعت خلال الأيام الماضية على جسم السد.. وهل لك أن تحدثنا عن طبيعة الأرض المقام عليها السد ؟

تختلف طبيعة منطقة الانهيارات فى جنوب غرب إثيوبيا جيولوجيا عن منطقة السد غربى إثيوبيا على الحدود السودانية التى تفتقد الطبقات الرسوبية، ولكن بها صخور نارية ومتحولة عالية التحلل والتشققات، ويكثر بها الفيضانات وانجراف التربة، وترسيب كميات كبيرة من الطمى والصخور أمام السد الإثيوبى بكميات تصل إلى 200 ألف متر مكعب سنويا، مما يقلل من عمر السد الذى يصل الى 50-60 سنة، قد تزداد فى حالة بناء سدود أخرى للتخفيف عن السد.

هل إقامة السد فى موقعه الحالى له دور فى التغيرات الطبيعية التى مرت بها البلاد مؤخرًا ؟

مع تعدد سنوات التخزين فى السد الإثيوبى تزداد كمية المياه التى تصل فى نهاية شهر يوليو من العام الجارى 2024 إلى حوالى 45 مليار متر مكعب، وهذا يشكل وزنا كبيرا على منطقة السد مما قد ينشئ زلازل، خاصة بعد اكتمال التخزين الأخير فى النصف الأول من شهر سبتمبر من العام الحالى 2024 إلى 64 مليار متر مكعب، وسوف تؤثر بحيرة السد على البيئة المحيطة من زيادة البخر والأمطار، والقضاء على الكثير من الأشجار وتحللها تحت مياه البحيرة.

كيف ترى المشهد حال حدوث تصدعات فى جسم السد نتيجة هذه المتغيرات أو غيرها ؟

ينتشر فى منطقة السد الإثيوبى العديد من الفوالق الكبيرة التى تزداد اتساعا مع تسرب المزيد من المياه تحت سطح الأرض، وحدوث زلازل من المناطق القريبة فى منطقة الأخدود الأفريقى داخل إثيوبيا، وكثرة الأمطار والفيضانات تهدد السد، خاصة سد السرج المكون من ركام الصخور ومقوس للخارج مما يضعفه أمام ضغط مياه بحيرة سد الجديد.

ماذا عن اثر انهيار السد على دولتى المصب مصر والسودان ؟

تعرض السد الإثيوبى للانهيار أمر قابل للحدوث بشدة للظروف الجيولوجية وشدة الأمطار الصيفية، وفى حالة الانهيار فإن حياة الشعب السودانى على النيل الأزرق (حوالى 20 مليون نسمة) مهددة بالفناء، وفى حالة الانهيار سيكون طوفانا لم تره البشرية من قبل، ورأينا انهيار السدود الصغيرة والتدمير الكبير فى مدينة درنة الليبية فى شهر سبتمبر من العام الماضى 2023 من انهيار سدين صغيرين، أما بالنسبة لمصر فإن للسد العالى دورا كبيرا لحماية الوادى والدلتا، وبُعد المسافة عن السد الإثيوبى التى تصل لى حوالى 2000 كم يعطى فرصة لتفريغ جزء من بحيرة ناصر قبل أن تصل المياه التى تستغرق أكثر من 6 أيام على الأقل.

هل استعدت الدولة المصرية لمواجهة الانهيار المحتمل لجسم السد.. وماذا عن المشروعات التى تم تنفيذها لمواجهة المخاطر المحتملة ؟

السد العالى هو الحصن المنيع لمصر حيث يقوم بوقف مخاطر المياه، وتم تطوير مفيض توشكى، لتفريغ المياه اذا لزم الأمر، كما يوجد بالسد العالى 12 بوابة بها توربينات، و12 بوابة أخرى للرى بإجمالى قدرة 24 بوابة عبور للمياة تجعلها تمر بحوالى مليار متر مكعب فى اليوم، وفى حالة الخطر سيتم فتح قناطر شمال الدلتا لتفريغ جزء فى البحر المتوسط.

هل مشروع تبطين الترع يدخل فى إطار هذه الاستعدادات ؟

تبطين الترع يعتبر علاجا ضروريا فى بعض الحالات التى لا تصل فيها المياه إلى النهايات لأسباب عدة.. منها انهيار جوانب الترع وترهلها، وانتشار الحشائش والقمامة، وتشغيل عدد كبير من طلمبات رفع المياه القوية فى بدايات الترع، وتسمى تلك الترع بالمتعبة، وهناك أولويات لهذه الترع للتبطين، وجميع البيانات متوافرة لدى وزارة الرى.. كما ان لتبطين الترع فوائد متعددة مثل زيادة سرعة المياه ووصولها للنهايات، تحسين جودة المياه، عودة الترع لأبعادها الأصلية، المنظر العام الحضارى، توفير بعض تكاليف تطهير الترع من الحشائش، وغيرها، ولكن نظرا للأوضاع الاقتصادية الحالية وعدم الجدوى الاقتصادية من ناحية توفير كميات كبيرة من المياه فكان من الحكمة أن نكتفى بما تم فى المرحلة الأولى بتبطين 7 آلاف كيلو متر، وأن نبطن ما قد يحتاج إلى ذلك فى المستقبل كعلاج لكى تصل المياه إلى النهايات.

هل هناك علاقة بين المتغيرات الطبيعية التى مرت بها دولة أثيوبيا وما شهدته محافظة أسوان خلال الأيام الماضية ؟

ماحدث فى أسوان مختلف تماما عن إثيوبيا التى بها أمطار غزيرة فى مثل هذا التوقيت من كل عام، وفيضانات كبيرة، أما أسوان فان الأمطار فيها نادرة الحدوث إلا كل حوالى 10 سنوات يحدث سيل لفترة زمنية قصيرة تصل إلى عدة ساعات.

إلى أين وصلت المفاوضات بين دولتى المصب وإثيوبيا بشأن السد الجديد؟

المفاوضات متوقفة تماما منذ 19 ديسمبر العام الماضى 2023 نتيجة تعنت الجانب الاثيوبى غير المتعاون لانجاح المفاوضات، ومن المتوقع استئنافها فى حالة تقابل الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الاثيوبى فى مناسبة دولية، وهذا حدث بالفعل حوالى 6 مرات سابقة خلال السنوات الماضية، كما ان الموقف الاثيوبى لم يتغير منذ أكثر من 13 عاما للحفاظ على وجود قضية سياسية خارجية تجمع حولها الشعب وتغطى على مشاكلها الداخلية وفشلها الاقتصادى وعدم جدوى السد الإثيوبى.

إقرأ أيضاً

قد يُهمك

ضع إعلان متجاوب هنا
أختر أكثر من طريقة للتعليق!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل المشاركات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إعلان

أعلن هنا

بحث جوجل

إعلان

أعلن هنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الصفحات